هود عليه السلام نبي من أنبياء الله، أرسل إلى قوم عاد، أقدم الأقوام العربية البائدة.
وفي القرآن الكريم مايشير إلى أن هناك عادًا الأولى، وعادًا الثانية، وأن عادًا الأولى إنما هم عاد إرم الذين كانوا يسكنون الخيام، وأن عادًا الثانية هم سكان اليمن من قحطان، وسبأ، وتلك الفروع...
وتحديد العصر الذي عاش فيه قوم عاد بالغ الصعوبة، إذ ليس في القرآن الكريم أو في السنة المطهرة ما يفيد بتحديد تاريخ وجودهم، كما لايوجد دليل من الآثار، ولا من الوثائق التاريخية يمكن الاعتماد عليه في هذا الصدد.
وهناك رأي يقول: إن عادًا سكنت ديار مصر وبابل سنة 2000ق.م. وقد عرفوا حينئذ بالهكسوس (ملوك الرعاة).
كما أن من المحتمل ـ حسب هذا الرأي أيضًا ـ أن تكون قبيلة عاد قد عاشت قبل عام 3000ق. م. وهذا يؤيد الرأي القائل بأن الساميين الأوائل ليسوا إلا قوم عاد، وأن عاد إرم قد أخذت في الظهور منذ سنة 2200ق. م. وعاشت في اليمن وحضرموت، وانتشرت بين سواحل الخليج العربي، وحدود أرض الجزيرة.
كان قوم هود أصحاب أوثان يعبدونها من دون الله، ضاهوا في عبادتها قوم نوح حين عبدوا الأصنام. وكان هود عليه الصلاة والسلام ينذر قومه، ويحذرهم بأس الله، ويضرب لهم المثل بقوم نوح، ويذكرهم بنعم الله عليهم، إذْ زادهم في الخلق بسطة، وجعلهم خلفاء من بعد قوم نوح، وبوأهم أرضـًا تدر عليهم الخير، وكان هود عليه السلام يبين لهم أنه لايطلب على نصيحته أجرًا، ولا رئاسة.
لكن القسم الأكبر من الملأ سفهوا هودًا وكذبوه، وقالوا له ﴿ياهود ماجئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ومانحن لك بمؤمنين﴾ هود: 53. ثم اتهموه في عقله، وزعموا أن بعض آلهتهم ـ لما عابها ـ اعترته بالجنون والخبال.
وبعد صبر طويل على التكذيب أنذر هود قومه بأن الله سيبيدهم، ويستخلف قومـًا غيرهم. وكانت عقوبتهم أن أمسك الله عنهم المطر حتى جهدوا، ثم أرسل عليهم الصيحة، والريح العقيم، حتى صاروا كأنهم أعجاز نخل منقعر. ونجى الله هودًا والذين آمنوا معه برحمته من ذلك العذاب الغليظ.
وردت قصة هود في السور التالية: (الأعراف: 65ـ 72)، و(هود: 50ـ60)، و(المؤمنون: 31ـ 42) و(الشعراء: 123ـ 140)، و(فصلت: 15ـ 16)، و(الأحقاف: 21ـ 26)، و(القمر: 18ـ 21)، و(الحاقة: 6ـ
كما ورد ذكر (عاد) بشكل عابر في المواضع التالية: (التوبة: 70)، و(إبراهيم: 9)، و(الفرقان: 38)، (العنكبوت: 38)، و(ص: 12)، و(ق: 13)، و(الذاريات: 41، 42).