يونس عليه السلام يونس بن متَّى، ومتَّى هي أمه، ولم ينسب إلى أمه من الرسل الكرام غير يونس وعيسى عليهما السلام. ويونس من بني إسرائيل، يتصل نسبه ببنيامين أحد أولاد يعقوب عليه السلام، وأخي يوسف. وقد أرسله الله إلى أهل نينوى من أرض الموصل بالعراق، الذين انتشرت فيهم عبادة الأصنام. دعاهم يونس عليه السلام إلى عبادة الله ـ عز وجل ـ فكذبوه ولم يستجيبوا لدعوته، فضاق بهم ذرعاً وخرج من بين ظهرانيهم غاضباً عليهم متوعداً لهم بالعذاب بعد ثلاث ليال، قبل أن يأمره الله تعالى بالخروج. وظن أن الله تعالى لن يؤاخذه على هذا الخروج، ولن يضيق عليه بسبب تركه للقرية وهجره لأهلها قبل أن يؤمر بالخروج . فلما خرج وتحقق قومه من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة فتضرعوا وبكى الرجال والنساء، فكشف الله عنهم العذاب. أما يونس فقد سار حتى وصل إلى شاطئ البحر فوجد سفينة على سفر فتوسم أهلها فيه خيراً فأركبوه، فلما توسطوا البحر هاج بهم واضطرب، فاستهموا فيما بينهم على أن من وقع عليه السهم ألقوه في البحر. فوقع السهم على يونس فألقوه فالتقمه الحوت بأمر الله، وتمت المعجزة وسار الحوت بيونس حيًا يُسبِّح الله ويستغفره، فاستجاب الله له ونجاه من الغم، ثم قذف به الحوت في العراء على ساحل البحر وهو سقيم. وعاد يونس إلى قومه فوجدهم مؤمنين فلبث فيهم يعلمهم ويدلهم على الله، ومتعهم الله مدة إقامة يونس فيهم وبعده آمنين مطمئنين.
ومن الآيات التي ورد بها ذكر يونس عليه السلام قوله تعالى: ﴿ وإنَّ يونس لمن المرسلين﴾ الصافات:139 . ومن الآيات التي تتحدث عنه ﴿ فالتقمه الحوت وهو مُليم ¦ فلولا أنه كان من المسبحين ¦ للبث في بطنه إلى يوم يبعثون﴾ الصافات : 142-144 . وأيضًا قوله تعالى: ﴿ وذا النون إذ ذهب مغاضبًا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ¦ فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين﴾ الأنبياء: 87، 88.